إليكِ

حقيقة آمنت بها.. كتبتها شعراً، وكتبتها نثراً.حفرتها هناك في الممر الجبلي السرمدي: الحب أوجدني.. الحب صنع إنسانيتي، الحب يميتني.. الحب يحييني.

عشت آلاف السنين.. ودفنت آلاف المرات.. وانتفضت من قبري آلاف المرات، لتعيد تكويني من جديد همسات صبية، مس العشق شغاف قلبها، وتغلغل الحب في فضاءات روحها، فراحت تبعث الحياة في الأجساد الراقدة.. والنفوس الميتة، وتحول الصخر الصم إلى كائنات هلامية شفافة.وها أنا ذا أغادر مرقدي مكفناً بذراعيها.. مدفوناً بصدر من هزتْ سرير طفلها بيمينها.. وهزتْ العالم بيسراها:
-التشتشي.. والتشتشي، والخوخ تحت المشمشة، وكل ماهبّ الهوى، بقطف للحلو مشمشة.
هاهي تخترق وحدتي القاتلة، هاهي تطلق حنجرتي المعطلة، هاهي تتغلغل في جزيئات الجسد والروح، وتوشوشني:
- يا حلو شو بخاف إني ضيعكْ.. تمرق على الجسر العتيق.. وتروح مني بها الطريق.. لوين لا تقللي ولا تا خدني معك.
 فأخوض البحار السبع لأتنشق طيبَ أنفاسها.. وأقتحم مغاور غيلان الأرض لأكسر أصفادها، وأتبعها إلى هناك.. إلى بيت متوار في أحضان المجهول:
- شي بيت أبعد بيت.. ممحي ورا حدود العتم والريح.. والتلج نازل بالدني تجريح
يضيع طريقك ما تعود تفل.. وتضل حدي تضل.. وما يضل بالقنديل نقطة زيت..
لكن من يغمس ريشته بدم الوريد ليكتب لها، ليس كمن يكتب بحبر العتمة، ليُحيل ضياء قلبها إلى عتمة كئيبة.. ومن يعزف على أوتار جوارحه النازفة تقاسيم النهوند الخالد، ليس كمن يتسلى بالضرب على الطبل.ومن يمسك بيد حبيبته ليدخلا عتبة الأبدية، ليس كمن يسوق ضحيته إلى مذبح القرابين.
- بتسأل إذا بهواك. هالقلب مين اللدوبو.. مين اللضناه وعذبو.. ودللو على الغصات..
ما دريت بليالي البكي.. وما سمعت شو صفّو حكي.. وشو ألفو حكايات.

هي البداية.. في خافقها أسرار الحياة.. في صمتها فلسفة الكون والوجود.. في نطقها حكايات المواسم ونايات الرعاة وترانيم الحب.. والفرح.. والأمل.
-إذا الأرض مدورة ياحبيبي.. رح نتلاقى سوا ياحبيبي.. عاكتف الطاحون بفي القنطرة.. إذا ياحبيبي الأرض مدورة.
إليكِ يا ناري المقدسة أبتهل ضارعاً:
لتلفحني جمراتكِ الحارة.. وليطهرني لهيبكِ من آثامي وشروري، فأغدو جديراً كي أعيش.

ثرثار
ثرثار يتمنى للأم.. وللزوجة.. وللأخت.. وللابنة.. وللحبيبة.. وللصديقة من قارئات ثرثراته عاماً سعيداً بعيدهن، وينصحن الاستعانة بفيروز لتحمل غلاظتنا نحن الرجال.


ثرثار، زاوية “كلمتين وبس”، (إليكِ)

خاص: مرصد نساء سورية

شارك المقال مع أصدقاءك..
Top