كوني الصديقة الأولى لطفلكِ

من المعروف أنَّ الطفل يلجأ إلى الهروب في سن المراهقة، ويحاول أن يُبقي نفسه منشغلاً مع أصدقائه خارج المنزل، أويقوم بالانطواء على نفسه ما يؤدي إلى انعدام التواصل بينكِ وبينه. لذا من المهم أن تحاولي قدر الإمكان أن تكوني صديقة طفلكِ أو طفلتكِ في سن المراهقة وتسعين إلى التقرب منهم لكي تتحدثي معهم عن كلّ الأمور وتحاولي تدارك هذا الموضوع قبل حصوله.

في البداية احرصي على إيجاد وقت لسماع طفلكِ المراهق، وتركه يبوح بكل ما يجول بخاطره، ولا تنسي أن تُبدي اهتماماً ليس له مثيل بحديثه وتنسجمي معه إلى حد كبير. وكما تعلمين فإنَّ المراهق يتحدث دائماً بطريقة ناضجة مقتنعاً أنه أصبح بالغاً راشداً، لذا من المهم أن تحاولي عدم زعزعة هذه الثقة لديه، بل دعيه يشعر أنّكِ تعاملينه كشاب كبير وستلاحظين كيف أنّه سيتقرب منكِ أكثر ويُخبركِ بكل نشاطاته وأمور حياته بالتفصيل.

لا تترددي في الاستماع والحوار الجيد مع طفلك. اجعليه يقتنع بفكرة أنَّ المستمع الجيّد لوجهة نظر الآخرين وآرائهم هو بالطبع محاور جيد، كونه يستطيع تمالك نفسه وتقبل الأفكار المُغايرة لرأيه ومن ثم المناقشة بها، بنبرة صوت متوسطة ولفظ واضح ومليء بالثقة فهو الآن شاب يهابه الجميع.

في النهاية من الطبيعي أنّكِ أُمّ وتعتبرين كما كل الأهالي أنَّ سن المراهقة هو عمر تحديد مستقبل ولدكِ، لذا حاولي أن تكوني تلكَ الصديقة المثالية التي تُشاركه كل اهتماماته وتؤيدُه بالأشياء التي يُحبها، وأبعدي عنه جميع الضغوطات العائلية ما سيُقرب المسافة مهما كانت بعيدة بينكما لتُصبحي الصديقة المُفضلة لأبنائكِ.


عن موقع "المجلة"، 3/11/2018




شارك المقال مع أصدقاءك..
Top