افتتاحية المرصد

 "قص اللسان" في مدرسة "أم فاضل".. وسيلة "تربوية" حديثة!

 هذه ليست قصة من بنات الخيال! وليست مؤامرة على "خصوصية" أساليبنا "التدريسية والتربوية"! وهي لم تحدث في أي من بلدان العالم "المعلون"! بل في سورية، في محافظة ريف دمشق، وفي منطقة تدعى "تل منين"!
والمدرسة الإسلامية الخاصة التي اسمها "أم فاضل"، اتبعت هذا الأسلوب "الحضاري" في العقاب والثواب.. فاذا فعلت؟
ببساطة، طالب في المدرسة "جن جنونه"، و"كفر كفراً شديداً" حين قال لزميلته في الصف أنه يحبها؟! يحبها؟ لا للهول! لقد سقطت دفعة واحدة كل منظومت"نا" القيمية! لقد دُحرنا في معقل دارنا من قبل هذا "المجرم" المتخفي في ثياب طفل!
ولأن المدرسات، والإدارة، مشبعة "بالعلم والوعي"، بال"حرص" على "القيم والأخلاق"، وبقص لسان كل من تسول له نفسه أن يتطاول عليها، سارعت المدرسات بمعاقبة الطالب عقاباً يكون درساً لا ينسى لكل حاضر وغائب..

وفعلا، تفضلت الآنسات "الفاضلات" فأمسكت أولاهن بأيدي الطفل، وأمسكت الثانية برجليه، وسارعت الثالثة إلى إحضار مقص (بالضبط، هذا ليس خطأ مطبعيا: مقص من النوع الذي يقص الورق والثياب، وتم إضافة مهمة جديدة له اليوم هي أن يقص "ألسنة" الأطفال!!)، وسحبت بيديها (نعم، بيديها!) لسانه من فمه الصغير، ثم مدت المقص المفتوح إلى اللسان وهي تزعق: سأقص لسانك حتى لا تتفوه بمثل هذا الكلام "البذيء"، لا أنت ولا أحد من الطلاب!!
يمكنكم أن تتصورا ما الذي حدث! ذعر مريع شل حركة الأطفال الذين يشاهدون زميلهم بلسان ممدود تحيطه شفرتا مقص خياطة كبير! والطفل "الملعون" صار يتوسل للمدرسة بالصراخ والبكاء..
وأخيراً، قررت "المدرسات"، المحاربات من أجل القيم، اللواتي وضعن خطأ في المدرسة بدل أن يحجر عليهن في مصح عقلي، واللواتي يجب أن يعاقبن عقاباً يجعل كل مدرس ومدرسة لا يستطيع حتى التفكير بمثل هذا الجنون، قررن أن "يسامحن" الطفل، بعد أن ضمن أنه لن يقول تلك الكلمة الملعونة حتى مماته!
هذا ما حدث بالضبط في مدرسة "أم فاضل". وهذا ما لم تتحرك وزارة التربية للسؤال عنه ولا للتحقيق فيه! وهؤلاء هن من يجب أن يحاكمن علناً على شاشات التلفزة، لخرقهن الدستور، والقانون، واتفاقية حقوق الطفل التي وقعت عليها سورية، وكل القيم والأخلاق، وكل معيار إنساني من أي نوع كان، ليكن عبرة لمن يعتبر!

لنقاش هذا الموضوع على "منتدى نساء سورية".. انقر هنا..


نساء سورية- ("قص اللسان" في مدرسة "أم فاضل".. وسيلة "تربوية" حديثة!)

خاص: "نساء سورية"

0
0
0
s2smodern