في هذا اليوم الحزين، 29/10/2009، قررت محكمة سورية أن قاتلا لشقيقته هو بطل لأنه ادعى أنه قتلها باسم "الشرف"! مئات النساء السوريات يقتلن كل عام تحت هذه الذريعة على مرأى ومسمع وتأيي%T8
آلاف يقتلن سنويا في سورية والأردن والعراق وفلسطين ومصر والسعودية والجزائر والمغرب وليبيا وغيرها.. على مرأى ومسمع وتأييد من حكومات دول لا تلتزم بأهم مبرر لوجودها: منع التذابح بين مواطنيها!
عشرات الآلاف يقتلن سنويا على مدار الكرة الأرضية تحت مسمى "جرائم الشرف"، الاسم الذي يعبر جيدا عن الانحطاط البشري في هذه الجرائم، على مرأى ومسمع من العالم أجمع.. الذي يقدم "إدانات" نادرا ما ترقى إلى مستوى الفعل على الأرض!
حان الوقت في القرن الواحد والعشرين لكي تنتهي هذه الجريمة القذرة. حان الوقت لكي لا يكون هناك أي مجال للتهاون مع "قتلة الشرف" عبر منحهم عقوبات رادعة تطال كل من حرض أو وافق أو صمت على ارتكاب الجريمة!
لذلك، نعلن هذا اليوم، التاسع والعشرين من شهر تشرين الأول من كل عام، يوما عالميا للتضامن مع ضحايا "جرائم الشرف"، يوما لكي نتذكر أن هذه الجريمة لن تصير تاريخا أسود ما لم نقم جميعا بمواجهتها دون كلل ولا ملل، دون تساهل ودون أعذار.
وندعو الأمم المتحدة، وجميع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان متضمنة حقوق المرأة، وجميع الأحزاب والقوى التي تدعي أنها تعمل من أجل المجتمع، كليا أو جزئيا، كما جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، إلى تبني هذا اليوم لجعله شوكة في حلق مؤيدي القتل الحرام، لجعله سلاحا فعالا في مواجهة جرائم القتل المسماة "جرائم الشرف".
-----------------
لطالما كانت الحرب، كل الحروب، تطحن الرجال أولاً بسيوفها وبنادقها، قاتلة أعداداً كبيرة منهم، بحيث ربما تكون الحروب السبب الأول تاريخياً في قتل الرجال!ولطالما كانت الحروب هذه نفسها تطحن النساء، لكن ليس بالحديد والبارود، إنما بالمزيد من سحقهن تحت وطأة الثقافة...
لعل أبرز ما أثبتته أزمة مواقع التواصل الاجتماعي حول المناهج السورية الجديدة هو الحاجة الملحّة لنا كسوريين لتعلّم أصول العمل في الشأن العام، ومنهجيات هذا العمل. وليس مستغرباً غياب هذه المهارات عن فئات كبيرة من الشعب السوري، بعد عهود طويلة من قولبة...
في ظروف معيشية باتت صعبة للغاية اختار الكثير من الرجال السوريين السفر خارج بلدهم، إذ شكل الخيار شبه الوحيد لايجاد سبل العيش في وقت ضاقت فيه سبل العيش. لكنها مشكلة قديمة أيضا، فالعديد من المناطق في سورية تعاني من اغتراب عدد كبير من رجالها منذ وقت...
لم يكن غريبا أن يخرج هذا العدد الضخم من السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي ليسخروا من إدانة اقتحام محافظ حماة وجماعته لقاعة امتحانية يقدم فيها طلاب (أطفال بحكم القانون) امتحاناتهم المفترض أن تجري في مكان له حرمته وحصانته، وشروطه الخاصة المناسبة...
بكل المعايير، بدءا من اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها سورية قبل أكثر من عقد، مرورا بالقوانين السورية ذات العلاقة، وانتهاء بأبسط قواعد الأخلاق، شكل اقتحام حافظ حماه وجوقة من الشرطة العسكرية لقاعات الامتحان في مدارس حماة، جريمة صريحة ترتكبها...