قضايا المعوقين

15/5/2011 كان موعدا خاصا في حياة "مي أبو غزالة" مع ولادة مشروع لطالما حلمت به: "مشروع الرياض الدامجة" الذي يشكل أول خطوة عملية في سورية لتأسيس التعليم الدامج في مرحلة الروضة، أي في المرحلة الأكثر أهمية من حياة الطفل.

أول ورشة تدريبية يقوم بها مشروع الرياض الدامجةوبدلا من كلماتنا، فضلنا أن نضيء هذا المشروع بكلمات مي نفسها.

- ما هو هذا المشروع؟ من يستهدف؟
+ مي: مشروع تنموي تقوم به جمعية "آفاق الروح للنساء المعاقات" كواحد من نشاطاتها المتعددة، لإيمانها بأهمية دمج المعوقين، خاصة بمرحلة الطفولة المبكرة، أي بمرحلة رياض الاطفال.
ويستهدف المشروع  9 من الرياض التي تتبع لوزارة التربية، عبر تطويرها لتصير دامجة، وأيضا بناء فريق وطني من وزارتي التربية والشؤون الاجتماعية لتمكينه من التخطيط لبرامج الدمج بالشراكة وتنفيذها..
كذلك يتوجه "مشروع الرياض الدامجة" إلى إشراك الإعلام بشكل فعال في العمل على أساس مغاير لما اعتدنا عليه حتى اليوم.. فالإعلام يجب أن يكون شريكا في تغير اتجاهات الرأي والسلوك المجتمعي، خاصة في المشاريع الاجتماعية التنموية.
وأخيرا، يتضمن المشروع شراكة فعالة مع عدد من الجمعيات ومراكز التدخل المبكر، لتكون هذه الجهات شريكة حقيقية مع رياض الأطفال المعنية من خلال الدعم الفني المتخصص للاطفال..


- وزارة التربية؟ أليست تجربة الدمج في المدارس تؤشر أن الجهات الرسمية لا تبدو قادرة على إنجاز خطوات جدية في هذا المجال؟
+ مي: عدم قدرة التربية على إنجاز خطتها في الدمج المدرسي له أسباب عدة أهمها غياب التخطيط والتقييم لبرامج الدمج. وغياب المتابعة والشراكة مع المختصين في التأهيل، إضافة إلى غياب برامج التوعية وتغيير الاتجاهات..
تركز هم الوزارة في عدد المدارس الدامجة، دون النوعية.
وهذا ما يحاول المشروع ان يتجنبه بالتخطيط المدروس لجميع الثغرات.


- عندما نفكر بالدمج، نفكر فورا بالأطفال المعوقين. ألا يكون هذا على حساب الأطفال غير المعوقين؟
+ مي: من المهم شرح فلسفة الدمج على أنها خطوة نحو الجودة في التعليم وتطويره لأن التجربة بينت أن التطور بالمؤسسة التعليمية وتعزيز المشاركة للمعنيين من أسر وأطفال وكوادر ومجتمع محلي تعود بأثر إيجابي على جميع الأطفال، معوقين وغير معوقين.
لذلك لابد من إيضاح أن الدمج لا ينظر الى الطفل كمشكلة، وإنما إلى أن المشكلة هي في المؤسسات التعليمية، وجودة تعليمها، وجهوزيتها. فالأثر المترتب على الدمج يعود بالفائدة على الجميع.
ولا ننسى أن فلسفة الدمج هذه قادرة على "استثمار" المعوقين في الروضة أو المدرسة كأحد مصادر التعلم..


- في عرض المشروع إشارة إلى الاعتماد على الخبرات المحلية، فيما جميع الهيئات التي نعرفها تسعى نحو الاستعانة بالخبرات الخارجية، هل تعتقدين حقا أنه توجد خبرات محلية يمكن الاعتماد عليها؟
+ مي: بالتاكيد توجد خبرات محلية لابد من استثمارها. وأعتقد ان مما هو جديد في المشروع هو استثمار الخبرات المحلية، بل وتقديم الفرصة لها لتبث وجودها وقدراتها. رغم أن هذه المبادرة تتطلب من فريق عمل المشروع جهودا مضاعفة ومكثفة لمتابعة أسس التدريب والمحتوى وضمان جودتهما. ويتضمن ذلك عدم التردد في طلب الاستشارات الخبيرة في كل من التدريب والمحتوى حيث توفرت. وهذا لا ينفي إمكانية الاستعانة بخبرات خارجية حين لا تتوفر الخبرات الداخلية.

وخطة فريق المشروع تعتمد على تطوير بعض المهارات لخبرات شبابية، من خلال متابعة ومناقشة والتعلم من كل جزء من التجربة.

- المشروع ممول، وهي المرة الأولى التي تعرض فيها جهة مدنية تمويلها ومقداره المالي علنا. ألا يشكل هذا نوعا من الضغط عليكم؟
+ مي: أعتقد أن الشفافية عبر إعلان التمويل ومقداره هو عمل صائب بالتاكيد. وإذا كانت الجهات المدنية اعتادت أن تخفي الامور المالية التي تخصها، فذلك قد أفقدها الكثير من ثقة الناس، سواء كانوا فئة مستهدفة لنشاطات تلك الجهات، أو جهات شريكة لها.
الإعلان عن التمويل بشفافية يساهم بخلق الثقة بين الشركاء، ويقدم خبرة للآخرين كي يتعرفوا أكثر على كيفية وضع برامجهم وتقدير الاحتياجات المالية الحقيقة لها، مما يساعدهم على الحصول فعلا على تمويل مناسب.


- برأيك هل سيتمكن هذا المشروع حيث أخفق غيره: تأمين الاستمرارية في العمل بعد انتهاء التمويل؟
+ مي: أعتقد انه سينجح في ذلك... المشروع اعتمد في هيكليته على أن يتضمن الإعلام كشريك وليس كمكتب لتغطية النشاطات.
هذا يعني أننا نؤثر في فئة أوسع بكثير مما يحدث حتى اليوم، ونغير الاتجاهات بشكل متكامل وعميق. وهذا يساعد مباشرة في التشبيك مع كافة الجهات المحلية الفاعلة اقتصاديا لتتمكن من اتخاذ الموقف الصحيح عبر دعم استمرارية المشروع.
ونحن نعمل على بناء القاعدة الأساسية لهذه العلاقة منذ الآن.
وأضيف أن أغلب الجهات الممولة تفضل أن تستمر بتمويل المشاريع الناجحة، رغم ندرة ذلك. وأنا أضمن أن فريق عمل المشروع سينجح في ذلك، فالتشاركية والتعلم المتبادل والجهد الملموس والإيمان الحقيقي بالمشروع وأهدافه هي صفات حقيقية لهذا الفريق، وهي تضمن هذا النجاح.


هذا هو، إذا، "مشروع الرياض الدامجة"، الذي بدأ بلفت الانظار قبل أن ينطلق إعلاميا. والذي تقرر أن يعقد مؤتمرا إعلاميا يشرح تفاصيله وما أنجزه في نحو ستة أشهر، بتاريخ 30/10/2011  (لم يحدد مكان انعقاده بعد).

ومي أبو غزالة، اقتطعت بعضا من الوقت لتجيب على الأسئلة، فيما هي تحضر مع فريق عمل المشروع لسلسلة من الدورات التدريبية تمتد خلال شهر تشرين الأول كاملا تقريبا، وتشمل جميع كوادر الروضات والجمعيات وأعضاء وعضوات الفريق الوطني، أي كل الفئة المستهدفة.

وكان المشروع قد أنشأ موقعه الخاص الذي ما يزال في بدايته، على الرابط التالي:
www.syrianintegration.org

وأنشأ صفحة فيسبوك خاصة بنشاطاته على الرابط التالي:
http://www.facebook.com/syrianintegration

معلومات التواصل مع المشروع:
الإميل: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان الجمعية: دمشق، شارع بغداد، الدخلة بجانب مقر نقابة معلمي ريف دمشق (بعد جامع الفاروق).
هاتف: (00963)(11)  4449683
تلفاكس: (00963)(11) 4437018
موبايل: (00963)  944857607
صندوق البريد:  دمشق، 27023
رقم الإشهار:  /1355/ لعام 2005
حساب بنكي: المصرف التجاري السوري، فرع (17)، حساب رقم: 727093001   


نساء سورية، (مشروع الرياض الدامجة: أول مشروع لتأسيس التعليم الدامج في مرحلة الروضة في سورية) 

خاص: مرصد نساء سورية، 30/9/2011

0
0
0
s2smodern