جرائم الشرف

في قراءة لكتاب عزة شرارة بيضون تحت عنوان "جرائم قتل النساء أمام القضاء اللبناني" 2008  استهوتني جملة من المواضيع والنقاط الهامة، وسأتناول واحدة منها وهي: قراءة الجريمة المرتكبة ضد المرأة وتبديل أسماء الشخصيات بين الذكور والإناث وهي لعبة لفظية فقط واليكم الغرابة:

اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف، 29/10
اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف، 29/10
تزوج رجل يدعى سامر من امرأة اسمها سعدة وكانت على علاقة سابقة بابن خالتها خلدون وقد أكدت لزوجها انتهاء العلاقة تماما منذ خطوبتها له، ورضي بالموضوع، وخلال فترة زواجهما التي لم يمضي عليها إلا شهرين ثارت العراكات الشديدة بين سامر وسعدة حول علاقتها السابقة بابن خالتها، وهي دوما تؤكد له انتهاء هذه العلاقة منذ زمن، وفي يوم ذات ليلة ثار ثورته المعتادة بالأسئلة أدت لتبادل الشتائم ومن ثم العراك وبعده تناول بارودة صيد وأردى زوجته قتيلة..

إذا بدلنا بالأسماء فقط بين الذكور والإناث تكون القصة كالتالي: تزوجت سعدة من سامر وكان على علاقة سابقة بابن خالته خالدة، وقد أكد لزوجته  انتهاء العلاقة تماما منذ خطوبته لها، ورضيت بالموضوع، وخلال فترة زواجهما التي لم يمضي عليها إلا شهرين ثارت العراكات الشديدة بين سامر وسعدة حول علاقته السابقة بابنة خالته، وهو دوما يؤكد لها انتهاء هذه العلاقة منذ زمن، وفي يوم ذات ليلة ثارت ثورتها المعتادة بالأسئلة أدت لتبادل الشتائم ومن ثم العراك وبعدها تناولت بارودة صيد وأردت زوجها قتيلاً.

في هذه اللعبة اللفظية في تبادل الأسماء بين الذكور والإناث كم تثور لدى مجتمعنا تساؤلات وهل يوجد رجل ليس لديه علاقات قبل الزواج؟، وهل يحق لزوجته أن تفاتشه بعلاقته وهو بكل تواضع يخبرها بانتهاء علاقته مع ابنة خالته؟، وهل يحق لها أن تسأله وتفاتشه دوما بعلاقاته السابقة؟..

في الحالة الأولى الموضوع يبدو عاديا على السمع وعلى طريقة التقبل الاجتماعي لهكذا حوادث في مجتمعنا طبعا، أما في الحالة الثانية تبدوا القصة خيالية ومضحكة ..

هذه هي ببساطة جرائم قتل النساء في بلادنا.....

وهنا الكاتبة لبنانية والقصة من القضاء اللبناني، لكن لا يخفى أنه في القضاء السوري ما هو أكبر وأضخم من هذه الحوادث والقضايا المذكورة في لبنان، كون البيئة الاجتماعية متشابهة لكن المساحة وعدد السكان أكبر بكثير.. وكذلك تنوع البيئات في سورية..

جرائم الشرف هي مخزون اجتماعي تعودنا عليه حتى أصبح الأمر طبيعيا وعندما بدأ الناشطين والناشطات في قضايا المرأة يتحدثون عن هذا الموضوع لم يفعلوا أكثر من التنبيه الى هذه الجرائم فقط حركوا الماء الراكد في أذهاننا حتى كدنا لا نصدق وجود هذه الجرائم عندنا..

ونحن منذ سنوات كثيرة ماضية كان من الطبيعي أن نسمع أن أبا قتل ابنته لأنها تزوجت من دين آخر وكنا نردد بلا وعي.. بتستاهل..

اليوم أتوقع أن الموضوع أخذ ينحو منحى آخر ويكفي أننا هنا ننكر وجود هذه الجرائم حتى يعني أننا بدأنا نخجل منها، وهذه خطوة ايجابية ساعدنا على أن نخطيها هؤلاء الذين ناضلوا منذ خمس سنوات إلى الآن من أجل أن نقول لا لجرائم ترتكب باسم الشرف ضد الإناث في بلادنا ..

فتحيةً لكل من عمل..


رهادة عبدوش، (رداً على تضخيم جرائم الشرف)

خاص: مرصد نساء سورية

0
0
0
s2smodern