جرائم الشرف

ربما نسيناهن.. في غمرة كل هذا الموت والدمار المحيط بنا ربما يعتقد البعض أن من السخف اليوم التوقف للحديث عن موضوع كموضوع جرائم الشرف..
ولكن في الحقيقة، إذا عدنا إلى جذور أزمتنا في سورية نجدها جذوراً اجتماعية نتجت عن تراكمات كمية ونوعية للآفات الاجتماعية الموجودة في مجتمعنا ومن أهمها " العنف "

 لا أعرف كيف ستتحرر مجتمعات ما زالت تعالج مشاكلها بالعنف، و مازالت تقتل نساءها بحجة الشرف..
إذ يقدر عدد النساء اللواتي يقتلن بحجة الشرف في العالم العربي وجنوبي آسيا بنحو 20 ألف امرأة سنوياً.
 
وقد جاء في تقرير لصحيفة إندبدنت البريطانية تحت عنوان: 'موجة الجريمة عار العالم': أن البنات في هذه المناطق يقتلن بوسائل متعددة مثيرة للصدمة تتراوح من قطع رؤوس البنات وحرقهن الى طعنهن بالسكاكين والخناجر وصعقهن بالكهرباء وتعليقهن بالسلالم ودفنهن أحياء "
فإذا ما ألقينا نظرة سريعة إلى هذه الممارسات المذكورة في التقرير الذي تم إعداده في كل من الأردن ومصر وغزة، فلن نستغرب أبدا كل الممارسات الوحشية التي نراها في بلدنا اليوم فنحن داخل هذا المثلث الذي خرج منه التقرير ونحن من البلدان التي تعاني فعلاً من هذه الظاهرة
حيث جاء في تقرير صدر عن وزارة الداخلية السورية أن سورية هي الثالثة عربياً على قائمة جرائم الشرف بعد اليمن وفلسطين !!!
 
ليس غريبا على من يقتلون أخواتهم وبناتهم وأمهاتهم وزوجاتهم بكل هذه الوحشية أن يمارسوا وحشيتهم على أجساد تعتبر غريبة عنهم أو "أخرى "
ليبرروا فشلاً إنسانياً بانتصار رجولي..
إن هكذا مجتمعات برأيي مازالت بحاجة إلى الكثير من العمل للوصول إلى حريتها.. الحرية ليست بالثورات فقط، الحرية هي الوجه الآخر للإنسانية هذا الوجه الذي لا يمكن أن ندركه إلا عندما نلمس المعنى الحقيقي لإنسانيتنا، و نعترف للآخرين بإنسانيتهم وبالحقوق التي تسكن ثنايا هذه الكلمة بغض النظر عن جنس حاملها..
 
دعونا اليوم ونحن ندفع ثمن ممارساتنا هذه غالياً من دماء إخوتنا، دعونا نأخذ بأيدي بعضنا البعض، للتخلص من رواسب كانت السبب الأساسي لتضعضع قاعدتنا المجتمعية وعدم قابليتها لتحمل أي تغيير..
هذه هي مسؤوليتنا الكبيرة برأيي.. وإذا عرفنا كيف نحملها فإننا سنضمن لسوريتنا الحبيبة ألا تنزف مجددا..


نسرين حسن، (جريمة الشرف.. وجه من وجوه أزمتنا اليوم)

خاص: مرصد نساء سورية

0
0
0
s2smodern