قضايا المعوقين

يعاني الأطفال بشكل عام من مشاكل سلوكية عديدة, عند بداية وعيهم واحتكاكهم بالبيئات المختلفة. ابتداءً من ببيئة الأسرة إلى البيئة الخارجية في المدرسة والمجتمع المحيط. ونلاحظ أيضا هذه المشكلة عند الأطفال المعوقين, حيث يكون هناك مشكلات التحكم في السلوك وخاصة في المناسبات الاجتماعية الرسمية والدعوات في بيوت الاخرين والأماكن العامة حيث يكون التحكم في السلوك مشكلة, والاماكن المقيدة التي لا تسمح للطفل بالحركة ولا للوالدين بالانسحاب من المواقف الاجتماعية,حيث يدخل الطفل في أشكال منحرفة من السلوك عند التفاعل مع الاخرين.


ويلحظ الوالدين تغيرا ما في سلوك طفلهما ويظهر ذلك في عدم تكيف الطفل في بيئته الداخلية.
وتتعدد مشكلات الأطفال وتتنوع تبعا لعدة عوامل قد أسرية أو مجتمعية وقد تكون إما جسمية أو نفسية أو اسرية أومدرسية، وكل مشكلة لها مجموعة من الأسباب التي تفاعلت وتداخلت مع بعضها وأدت بالتالي إلى ظهورها لدى الطفل ، ومن الصعب الفصل بين هذه الاسباب وتحديد أي منها كمسبب للمشكلة.
متى نعتبر سلوك الطفل مشكلة بحد ذاته يحتاج لحل؟!
قد يلجأ الوالدين لطلب استشاره نفسية عاجلة لسلوك الطفل, ويلجأ الوالدين إلى مثل هذا التصرف إما لجهلهم بطبيعة نمو الطفل أو لشدة الحرص على سلامة الطفل وخوفا عليه من الأمراض والإضطرابات النفسية خاصة اذا كان المولود الأول . وقد يكون الطفل سلوكه عاديا وطبيعيا تبعا للمرحلة التي يمر بها لذا من المهم جدا ان يعرفوا الأهل متى يكون سلوك الطفل طبيعيا او مرضيا.
فمثلاً مشكلة العناد والتمرد عند الأطفال, فالعناد هو عصيان الطفل لأمر من أحد والديه او من الكبار, ورفضه القيام بأمر يجب القيام به. وقد يحدث لفترة وجيزة أو أن يكون صفة ملازمة للطفل.
ويمكن ان نعد سلوك الطفل مشكلة تستدعي الحل عندما نلاحظ الآتي:
 - تكرار المشكلة: لابد ان يتكرر هذا السلوك الذي يعتقد أنه غيرطبيعي أكثر من مرة, فظهور سلوك غير مناسب مرة او مرتين اوثلاث لايدل على وجود مشكلة عند الطفل لماذا؟
لأنه قد يكون سلوكا عارضاً يختفي تلقائيا او بجهد من الطفل أو والديه.
- إعاقة هذا السلوك لنمو الطفل الجسمي والنفسي والإجتماعي: عندما يكون هذا السلوك مؤثرا على سير نمو الطفل ويؤدي إلى اختلاف سلوكه ومشاعره عن سلوك ومشاعر من هم في سنه.
- أن تعمل المشكلة على الحد من كفاءة الطفل في التحصيل الدراسي وفي اكتساب الخبرات وتعوقه هذه المشكلة عن التعليم.
- عندما تسبب هذه المشكلة في إعاقة الطفل عن الاستمتاع مع نفسه ومع الأخرين وتؤدي لشعوره بالكأبة وضعف قدرته على تكوين علاقات جيدة مع والديه واخواته واصدقاءه ومدرسيه.
ونظرا لأهمية الطفولة كحجر اساس لبناء شخصية الانسان مستقبلا وبما ان لها دور كبير في توافق الانسان في مرحلة المراهقة والرشد فقد ادرك علماء الصحة النفسية أهمية دراسة مشكلات الطفل السلوكية والعمل على حلها في سن مبكره قبل ان تستفحل وتؤدي لانحرافات نفسية وضعف في الصحة النفسية في مراحل العمر التالية.
وقد تبين من دراسة الباحثين في الشخصية وعلم نفس النمو ان توافق الانسان في المراهقة والرشد مرتبط الى حد كبير بتوافقه في الطفوله، فمعظم المراهقين والراشدين المتوافقين مع أنفسهم ومجتمعهم توافقاً حسنا كانوا سعداء في طفولتهم قليلي المشاكل في صغرهم، بينما كان معظم المراهقين والراشدين سيئي التوافق، كانوا تعساء في طفولتهم، كثيري المشاكل في صغرهم.
كما أن نتائج الدراسات في مجالات علم النفس المرضي وعلم النفس الشواذ أوضحت دور مشكلات الطفوله في نشأة الاضطرابات النفسية والعقلية والانحرافات السلوكية في مراحل المراهقة والرشد.


هناء دحدل، مديرة مكتب مشروع الرياض الدامجة، كلية التربية.

 

بالتعاون مع "مشروع الرياض الدامجة" (24/9/2012)


0
0
0
s2smodern