قضايا الطفولة

كثيراً ما يبادرني أهل الطفل الذي يعاني من اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه، بالسؤال: لماذا يستطيع طفلي تركيز انتباهه على ألعاب الفيديو وأفلام الكرتون، ولا يمكنه التركيز في أشياء أخرى؟ أهو تناقض لا تفسير له، أم ثمة أساس علمي لما يبدو تناقضاً؟

 

الانتباه وظيفة قائمة على الاهتمام بالشيء وتتحفز بالتنبيه. ويستغرق أطفال فرط النشاط ونقص الانتباه في ألعاب الفيديو والشاشات عامة ببساطة، لأنهم يستطيعون التركيز فيها.
فالألعاب تقدم تنبيها كافيا من أجل إحداث دفقة دوبامين (وهو ناقل عصبي معني بالتركيز وسبل المكافأة) وبالتالي تعتبر الألعاب كنوع من العلاج الذاتي.

في الحقيقة تقوم أدوية فرط النشاط التي تزيد الدوبامين بكبح التوق لألعاب الفيديو.
التنبيه الذي تحدثه ألعاب الفيديو يتضمن الحركة السريعة والألوان الحادة والتغيرات السريعة للمشاهد، مع محتوى نفسي مثير (عنف، تنافسية، غرابة، تخيل، الخ).

ولأن الألعاب الإلكترونية منبهة، يجري تسويق ألعاب الفيديو والوسائل التفاعلية الأخرى كأدوات تعلم.لكن الدراسات تشير إلى أن لهذه الألعاب تأثيرات سلبية على الانتباه والاندفاعية مع الوقت. في الواقع، عندما تستخدم الألعاب كوسائل للمكافأة ؛ فإنها "تعمل حتى تتوقف عن العمل"، بما يشبه الإدمان على المخدرات، حيث يتطلب الطفل المزيد من التنبيه، أي زيادة جرعته.

وعندما يشكو الطفل بأن النشاطات التي لا تتضمن وجود شاشات، قد غدت مملة، فإن ذلك ينبغي أن يلفت انتباه الأهل والمربين (الراية الحمراء) إلى أن الطفل قد اعتاد على مستوى غير طبيعي من التنبيه.

عن صفحة "الدكتور تيسير حسون" على الفيسبوك، 2014/2/3
0
0
0
s2smodern