وطني

لا أستطيع أن أراك تنزف يا وطني فأنت أهلي و أنت ترابي وأنت أمي وأنت أبي وأنت أطفالي... لا تنزف... لا تنزف...أرجوك .. فلا أستطيع أن أرى دماء أطفالك وشبابك و صراخ أمهاتك.... لا تبكي.. لا تئن.. هل نسيت أنك أنت من يمسح دموعي ويبلسم جراحي...
لا أستطيع أن أرى خضرتك مدماة ونسيمك حارق...لا أستطيع التماسك بدون دعمك وطني...

وطني فلتحميني فلتحضنني...
منك أنت أستمد قوتي ومن شموخك أرفع رأسي...
سوريتي... أنت سوريتي.. فلتحضني كل أهلك وكل أطفالك... فلتأخذي بين يديك كل من يتكلم كلمة سورية وكل من يبتسم ابتسامة سورية وكل من لديه عينين سوريتين.... فلتأخذي بين أحضانك كل من فقد حبيبا... أخاً... إبناً... صديقاً....فلتكوني أنت له حبيباً وأباً وأماً وصديقاً....
فلتجعلي كل سورياً أعظم إنسان على هذه الأرض....فليتسع صدرك لنا جميعا سوريتي....
لو تعرفي كم نحبك...لو تعرفي كم نحمل في قلوبنا من حنين لكل نسمة من نسيم قاسيون...عندما أراك دمشق من قاسيون أعرف أنك دائما هنا إلى جانبي تفتحين ذراعيك لتستقبلي كل أشواقي وكل حنيني... كل حزني وكل فرحي.. هفواتي و شقاوتي ......تتحملينني بنجاحي وبفشلي..
سوريتي أشتاقك وأشتاق عبيرك...أشتاق رائحتك بدون بارود وبدون دماء.. بدون صراخ و بدون دموع.... 
نحن نحبك......فلتحبينا...


سهى هلال، 3/5/2011، (وطني)

خاص: مرصد نساء سورية

شارك المقال مع أصدقاءك..
Top