أرض لا تدور

عندما يكون الكلام ممنوعاً، وإثم الكتابة صعب اقترافه، أقف عاجزة أمام صفحة بيضاء تدري ما يجول في رأسي من خيبات  وترفض الإسرار بها! فمن أنا؟! فتاة قتلها الضجر، قتل فيها حماس الشباب! فلم تعد تؤمن بأن التغيير لابد أن يحصل! وأن الكلمات قوية كقطرة المطر، واحدة تلو الأخرى تصدّع الحجر.

بعيداً عن هنا، أنظر بذعر لما يحصل، أخشى الكلام وأصابع الاتهام التي ستمتد نحوي لنعتي بكل الصفات التي لا تشبهني ولا تعنيني.

مصطلحات وصفات جديدة على اللغة العربية ، جديدة على اللغة العصرية، جديدة ومعادية للغة الحياة والحرية.

أين الحياة؟
الكوكب الأزرق الجميل لم يعد أزرقاً، لم يعد جميلاً، ارتدى الأحمر لباساً..

أضع مجسّم الكوكب الصغير أمامي أدوّره يميناً وشمالاً بحثاً عن بقعة لم يطلها الفقر.. الجوع.. التلوث.. العنف.. العبودية..

ليست مهمتي توجيه اللوم والاتهام لأحد، لا يعنيني التشتت في كلامي، فكرة من هنا وأخرى من هناك!
فقط: أنقذوا الأرض! إنها تستغيث! هذا جلّ ما يهمّني.. هذا ندائي..

نحن جيل الغد، نحن جيل الياسمين، لا نريد حربا وانشقاقاً، لا نريد عنفاً وقتلاً، لا نريد سجادة صلاة بحجم الوطن، لا نريد سماءً ملبّدة بالدخان..
نريد حريتنا نريد فضاءً يستقبل أصواتنا نداءنا أحلامنا وطموحاتنا، هل هذا يعني أننا نساهم في تهديم الوطن؟ أننا نتآمر على أوطاننا؟! أننا نستحق لعنة إلهية تنسف الأرض بمن عليها؟

ويبقى الأمل معلّقاً بأصواتنا والتغيير مرهوناً بالوقت الذي لابدّ وأن يصدّع معنا الحجر..

وتبقى الكلمة الأخيرة لتلك السيدة الجميلة لنقول معها بصوتٍ واحد، وآهةٍ واحدة... "إيـــه في أمل"..


رنا نحيلي، "زواية مفتوحة"، (أرض لا تدور)

خاص: مرصد نساء سورية

شارك المقال مع أصدقاءك..
Top