ثقافة صحية

بات من الممكن الآن، بفضل علماء الجينات، تحويل نبتة التبغ (بمقدار ما هي ضارة للإنسان) إلى نبتة مفيدة في تعقيم البيئة والحفاظ على صحة الإنسان.
فقد قام الدكتور باسكال دريك من مركز التلوث في جامعة (س. ت. جورج) بلندن، بالاشتراك مع فريق من العلماء بتنمية نوع من التبغ وتعديله جينياً، ليصبح نباتاً مساعداً في تعقيم المياه من آثار الطحالب السامة المعروفة علمياً باسم (الميكروسيستين)، التي تجعل المياه غير صالحة للشرب أو السباحة أو الصيد، وبالتالي، وبفضل هذه العملية يجري الحفاظ على مصادر المياه صالحة للاستخدام البشري، خصوصاً في البلدان النامية، مما يخفف من تعرض الإنسان والماشية والحياة البرية للملوثات البيئية.
أجرى الباحثون التعديل الجيني بهدف إنتاج جسم مضاد لسم الطحالب المذكورة، وعندما حقنوا نبتة التبغ بالجينات المناسبة لإنتاج الجسم المضاد، أنتجت النبتة الجديدة أجساماً مضادة في أوراقها، ووزعتها عن طريق جذورها إلى وسط النمو الضعيف المحيط بها. وعندما أضيف سم الميكروسيستين إلى وسط النمو الضعيف المحيط بنبتة التبغ، توجه الجسم المضاد إلى السم، وحوَّله إلى مادة غير مؤذية.
هذه هي التجربة الأولى من نوعها المعنية بتحويل النباتات جينياً لإنتاج أجسام مضادة تقضي على السموم البيئية، لكن عمليات تطوير أخرى ستجري للعديد من أنواع النباتات لمعالجة مشاكل بيئية أخرى مختلفة.
ومع أن التبغ هو أحد أكثر المحاصيل غير الغذائية زراعة عبر التاريخ الإنساني، وهو المحصول الذي سبب على مدى قرون عديدة تهديداً لصحة الإنسان، لكن الآن، مع هذا التحوير الجيني الذكي، فإن نقطة تحول علمية تحدث، بحيث قد يصبح استخدام التبغ في ميدان البحوث والمنفعة البيئية أكثر قيمة من استخدامه في الغليون، وهو الاستخدام المهدد للصحة الإنسانية.


ترجمة: واثق علي مصطفى، (التبغ يُطوَّر جينياً ليصبح نباتاً معقماً للسموم البيئية)

عن جريدة "النور"، (5/2010)

0
0
0
s2smodern