قضايا المعوقين

هناك دلائل إيجابية حول تقديم برامج تدخل متمركزة حول الأسرة أو موجهة للأسرة وذلك بقصد تنمية مهارات أفرادها وخاصة الوالدين في فهم احتياجات الطفل والمشاركة في تدريبه وتستمد هذه البرامج المتمركزة حول الأسرة قوتها من عدة نقاط وهي:

 

1- ان ميلاد طفل معوق في الأسرة غالباً ما يترتب عليه شعور الوالدين بالصدمة نظراً لتعارض صورته الواقعية مع الصورة المثالية الذهنية التي كونها الوالدان عنه قبل ميلاده ، وغالباً ما تؤدي هذه الصدمة إلى الارتباك واهتزاز الثقة بالنفس وفقدان السيطرة على الموقف والشعور بالأسى والإحباط وعدم التقبل والرفض والكراهية وأحياناً أخرى الحماية الزائدة نظراً لكونه أقل مقدره وكفاءه من الطفل العادي.
2- الوقت الطويل الضائع قبل تجاوز مرحلة الصدمة وصولاً إلى العمل الإيجابي بطريقة موضوعية بناءه من أجل مصلحة طفلهما. حيث تكون هذه الفترة المبكرة من أهم فترات نمو وتطور الطفل وإغفالهما يعتبر أملاً وفائدة كبيرة ضائعة.
3- البيئة الأسرية نفسها قد تؤدي إلى خلق صعوبات توافقية لدى الطفل المعاق بالإضافة إلى ما لديه. ومما لا شك فيه أن المنزل يمثل البيئة الأولى الطبيعية التي ينشأ فيها الطفل وينمو و كلما كانت هذه البيئة مفعمة بأساليب التنشئة السوية وعوامل الاستثارة والتنبيه الحسي والعقلي والاجتماعي والعاطفي المواتية لنمو الطفل كلما أدى ذلك إلى الإسراع بنمو الطفل وتعويض نقائصه أو جوانب القصور لديه.
4- الأسرة قد تكون هي أقوى البيئات فهماً واستنارة باحتياجات الطفل المعرفية واللغوية والحركية والاجتماعية ولكنها فقط تحتاج إلى الدعم والإرشاد والتدريب والمشاركة بدرجة كبيرة في علاج الطفل وتعليمه.
5- الأسرة ذاتها قد تكون مصدر للإعاقة الشديدة مثل تطور إعاقة الطفل نتيجة للعوامل الثقافية والحرمان البيئي والأسري.
6- أن الأسرة قد تكون عائقاً لدور المؤسسات ومراكز الرعاية حتى في حالة تقديم هذه المؤسسات لبرامج تعليمية وتدريبية جيدة. بحيث لا تنشأ فجوة أو تعارض بين ما يتعلمه الطفل في المراكز والمؤسسات وما يتم في الأسرة من ناحية أخرى. مثال المهارات التي يتعلمها الطفل والتي يجب أن تلقى اهتماما وتعزيزاً واستمرارية في المنزل مثل مهارات العناية الذاتية ومهارات التوجه المكاني والحركي والتنقل.
7- تعاني بعض المجتمعات من عدم تواجد مراكز تعليمية مجهزة لتقديم الخدمات اللازمة، بالإضافة إلى قلة عدد الأخصائيين المدربين والمؤهلين لتخطيط هذه الخدمات. مما يجعل من الضروري تزويد الوالدين ببعض المهارات الخاصة التي تمكنهم من التدريب و التفاعل مع أبنائهم لحين توافر هذه الخدمات المناسبة.
8- قد نستفيد من هؤلاء الاباء والأمهات الذين تعايشوا مع ظروف وطبيعة الإعاقة في تكوين كوادر مدربة تقدم خدمات تدريبية لأسر أخرى وتنقل لهم خلاصة تجربة واقعية وتقدم لهم إرشادات حقيقية للتعامل مع المواقف والسلوكيات التي تصدر من هؤلاء الأطفال.

دور الأسرة في برنامج التدخل المبكر:
- المشاركة في تعليم وتدريب الطفل بالطرق المناسبة للتوصل إلى أفضل مستوى يمكن للطفل بلوغه.
- دمج الطفل في جو الأسرة والتدريب على الدور العائلي لكل من الطفل وإخوته وأقاربه وأصدقائه.
- التعرف على حقوق وواجبات كل من الأسرة والطفل في التعامل مع مؤسسات الدولة التشريعية والصحية والتربوية والتأهيلية.
- تجاوز فترة الصدمة من الإعاقة وتبني اتجاهات والديه موجبه نحو طفلهما ، والتخلص من الاتجاهات والمشاعر السلبية كالإنكار والرفض وإسقاط اللوم ، وتدني مستوى التوقعات الوالدية عن أداء الطفل.
- فهم احتياجات الطفل ومشكلاته ومطالب نموه، وتطوير كفاءة الوالدين في إشباع احتياجاته ومساعدته على النمو المتكامل والاعتماد على نفسه والاستقلالية في تصريف أمور حياته.
- المشاركة في عمليات التقييم والعلاج والتعلم.
- المشاركة مع الأخصائي في برامج تعديل السلوك مما يجعل اسلوب التعديل أكثر ثباتاً وصدقاً.
- تقديم المعلومات المفيدة التي تساعد الأخصائي على تحسين وتطوير البرنامج المقدم للطفل عن طريق حصول الأخصائي على تغذية راجعه من مصادر موثوق بها حول سلوك الطفل.
- إعطاء الأخصائي مساحة من الوقت والفرص لتدريب الطفل على المهارات ذات الأولوية والمشاركة في التدريب على المهارات الثانوية بتوجيه من الأخصائي.
- نقل الخبرة المكتسبة إلى أسر أخرى في نفس ظروفهم وموقفهم  مما يساعدهم على تخطي العقبات التي أمامهم والوقوف على الطريق الصحيح.


رنا نصر، متابعة ميدانية ومنسقة في مشروع الرياض الدامجة، (دواعي العمل المبكر مع الاسرة)

تنشر بالتعاون مع مشروع الرياض الدامجة.


0
0
0
s2smodern